الدفاع عن الهوية القومية الجامعة، والثقافة العربية، والذود عن الفصائل والقيم والأخلاق الإنسانية والدينية، واعتبار الثقافة العربية ثقافة الانفتاح والتفاعل الحضاري والإنساني والرافضة لأية هيمنة أو تبعية.
- الاعتزاز بتاريخنا الحضاري القومي. ومواجهة كل أشكال التزوير والافتراء والتهديد التي تتعرض لهويتنا وثقافتنا القومية وتاريخنا وحضارتنا العريقة) انتهى.
صحيح بأن الكيان الصهيوني موجود على أرض فلسطين بقوة السلاح والإرهاب، ولكن هذا لا يعني للمثقف الفلسطيني والعربي أن يمنح العدو المغتصب الاستعماري، الاعتراف والشرعية في خطاباته وكتاباته.
إن الصهيونية العالمية وعت دور الإعلام بكافة أنواعه المقروءة والمسموعة والمرئية فعملت على السيطرة على هذا الإعلام في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية واستطاعت إلى حد كبير غسل دماغ الغربي.
وذاك الدور يلعبه الإعلام العربي المشبوه ليعود المواطن العربي على تقبل تلك المصطلحات والمفاهيم كأمر طبيعي، مزيفاً حقيقة الاستعمار الصهيوني وحقوق شعبنا..
وهو في تزييفه لوعي العربي باستخدامه المصطلحات والمفاهيم المضللة والمشوهة للنضال الفلسطيني وحقوقه، إنما يخدم الصهيونية والإمبريالية الأمريكية!
وهنا سنستعرض بعض المسميات الشائعة والمفاهيم، وبديلها الدقيق لنتلمس مكامن التطبيع المجانيّ الذي نخدم من خلاله العدو الصهيوني غير منتبهين إلى الخطورة التي تحدثنا عنها:
- بدلاً من فلسطين المحتلة أو ما يسمى بالكيان الإسرائيلي، الكيان الصهيوني، كيان العدو، يستخدمون كلمة "إسرائيل". وبدلاً من الحديث عن الاستعمار الصهيوني في فلسطين، أو فلسطين المحتلة، يتحدثون عن الدولة (الإسرائيلية)، لطي حقيقة الكيان الصهيوني وحقيقة استعماره لفلسطين، وكيف قام على حساب الشعب الفلسطيني.. وهذا الأمر هدفه أن يصير الكيان حقيقة في وجدان الإنسان العربي، بعد فرضه الاستعماري على أرض الواقع، مما يؤدي إلى غسل الدماغ العربي، ليسلم بالوجود الاستعماري كبديهة شرعية وقانونية وتاريخية!!
- بدلاً من مستعمرة كمستعمرة تل أبيب يستخدمون كلمة مستوطنة.. واستخدام كلمة المستوطنات بدلاً من كلمة مستعمرات خطأ.. ولكل مصطلح دلالته التي لا تخفى، فالمستعمرة تعني اغتصاب الأرض واحتلالها بالقوة وترحيل صاحب الأرض بطرده أو قتله، وتهديم ممتلكاته، وبناء منشآت جديدة مكانها.. وهذه المدلولات لا تتضمنها كلمة مستوطنة، والتي لا تعني أكثر من اتخاذ مكان ما كوطن دونما أي ضرر بالآخر.
وكان خطأ تاريخياً ترجمة كلمة (كولني) ومشتقاتها بالاستعمار التي اشتقت من استعمر وعمر وما لها من مدلولات إيجابية. ولعل كلمة الغازي المعتدي المحتل والمغتصب أقرب إلى مصطلح كولونيالي.
وعلى كل المصطلح هو مجرد دلالة لكن يجب أن نصحح دلالة المستعمر لتعني بالضبط الإرهابي المحتل المغتصب والناهب للأرض والإنسان صاحب الحق.
وكذلك بدلاً من مستوطن نستخدم مستعمر ضمن الدلالة تلك. وبدلاً من المواطنين اليهود، أو الشعب اليهودي: المستعمرون الصهاينة، التجمع اليهودي المستعمر.
- وهناك خلط بين أولئك المستعمرين الغربيين "الأشكناز" والشعب اليهودي، فلا يوجد شيء اسمه الشعب اليهودي، فاليهودي هو المنتمي للديانة اليهودية. أما الإثنية أو العرق أو الجنسية فهي بحسب البلدة التي جاء منها هو أو أهله!
وهناك من يربط بين اليهود الحاليين ويهود التاريخ، ويربط بين اليهود جميعاً مع بني إسرائيل "التسمية التوراتية". إن اليهود الحاليين سواء أكانوا شرقيين أم غربيين، لا ينتمون إلى يهود التاريخ من الناحية الجنسية أو العرقية بل هم ينتمون دينياً فقط. كما أنهم لا ينتمون إلى بني إسرائيل أبداً.
والخلط بين يهود الحاضر والماضي وربطهم ببني إسرائيل/ يعقوب، يعني أنهم من سلالة إثنية واحدة نقية وصافية عبر التاريخ ولأكثر من أربعة آلاف سنة.. وهذا الكلام غير العلمي لم يقله أحد سوى النازية والصهيونية، فيأتي منا من يثبت ذلك من منطلق نية حسنة بأن اليهود هكذا هم طوال تاريخهم، بدلاً من أن يوضح بأن من يتبنى الديانة اليهودية سيحمل أفكارها العنصرية والاستعمارية، وسيحمل أفكارها المنفعية والوصولية اقتداء بأسفار العهد القديم التي صاغها مؤلفو التوراة.
- السلام: وهو في الحقيقة استسلام، وهنا نسمع ونقرأ عن مصطلحين الأول السلام العادل والآخر السلام المتوازن. فهل هناك في الشرعية الدولية، سلام عادل؟
إن قرار التقسيم صنعته الإمبرياليات الغربية والأمريكية، وقرار التقسيم لم يكن عادلاً وقد استبدل بواقع آخر صنعته المسماة "إسرائيل" على أرض الواقع، وصار القرار 242 الذي يعطي الصهاينة حوالي 80% من أرض فلسطين، هو البديل في المفهوم الدولي، بدلاً من قرار التقسيم الذي يعطي الصهاينة أكثر من خمسين بالمئة من فلسطين (54 % للدولة اليهودية، و 45 % للدولة العربية و 1% منطقة دولية - القدس)!
أما السلام المتوازن فهو يتكئ على شعار الواقعية والإمكانات. إن ذريعة الظروف الذاتية والموضوعية، تطمس حقيقة العلاقة الجدلية بينهما، فهل عملنا على تطوير الظروف الذاتية؟
لقد جاء في الميثاق الوطني، المادة (9):
[الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وهو بذلك إستراتيجية وليس تكتيكاً. ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني تصميمه المطلق وعزمَه الثابت على متابعة الكفاح المسلح والسير قدماً نحو الثورة الشعبية المسلحة، لتحرير وطنه والعودة إليه، وعن حقه في الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه].
فماذا فعلنا بهذا الاتجاه، وماذا مارسنا على أرض الواقع لترجمته، وكيف قيمنا (قومنا) تجربة الثورة بعد الخروج من بيروت، وقد حملت القيادة في جعبتها فكرة الاعتراف بالعدو؟! ومن ثم أسقطت قيادة المنظمة البندقية منذ إعلان الدولة في مؤتمر الجزائر عام 88 وكان ذاك البداية الممهدة لأوسلو!!
فلا سلام مع العدو، والبديل هو العودة لميثاقنا الوطني فهو وحده يحقق العدالة.
- الإرهاب: لن نطيل في هذا المصطلح الذي صارت حقيقته واضحة لكل ذي عقل وضمير، فهو مطية للمشاريع الأمريكية الصهيونية، وتشويه لنضال الشعوب ومكافحة الاستعمار وأطماعه.
- ازدواجية المعايير: إن العنصرية الغربية ترعرعت على مفاهيم نيتشه عن السوبرمان والنخبة، ومفاهيم الدارونية الاجتماعية والسياسية والطبقية؛ فالحياة كما يرون صراع والبقاء فيها للأقوى والأفضل. وبالتالي هم النخبة وهم السادة، وبقية شعوب العالم عبيد في الدرك الأسفل ولا قيمة لهم ولا لوجودهم. والصهاينة ينتمون إلى الغرب وعقليته ومفاهيمه مما يعني أن تكون المواقف الغربية لصالح الصهاينة وأن تكون المكاييل متنوعة، حيث لا يمكن لتلك العقلية العنصرية أن تنظر للعبيد والحيوانات (بمفاهيمهم) نظرتها إلى أبناء جلدتهم الأسياد مثلهم، ولا يمكن أن تكون حيادية في الصراع بين عبيد وسادة لأنها إلى جانب السادة حتماً!! وكل ما يخالف تلك الصورة خداع وتضليل ومراوغة أمام ظروف تَفرض عليهم أحياناً نوعاً من الديبلوماسية، ولكن في الأمور الحاسمة إن مس العبد مصالح السادة، أو لم يستجب لمطالب السادة أو إن طالب بأن يساوي نفسه بالسادة، يكشفون عن الوجه الحقيقي دون حياء أو خجل، لأنه لا قيمة للقيم أو المثل أو الإنسانية أو العدل في عالم التمييز والعنصرية والبراغماتية... وفي دوربان رفضوا الاعتذار عن استعباد القارة السوداء لأنهم كانوا يؤمنون بحقهم في استعباد من هم دونهم!!
لذلك يجب استخدام مصطلح العنصرية الغربية في ازدواجية المعايير.