حتى الآن، حافظ شهر رمضان على أجوائه في الاردن، رغم ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية والاجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتشار فيروس انفلونزا الخنازير، الذي اصاب حتى الان 133 شخصا.
وتتسابق فنادق ومطاعم ومقاهي عمان في اعلان عروضها الخاصة بوجبات الافطار وسهرات رمضانية غالبا ما تستضيف نجوما في الطرب والكوميديا من سوريا ولبنان ومصر، اضافة الى فنانين محليين لجذب أكبر عدد ممكن من الرواد.
ويقول سامي جورج، مدير الطعام والشراب في نادي "ديونز" جنوب غرب عمان، في تقرير لوكالة فرانس برس، الثلاثاء 25-8-2009، "هناك إقبال على السهرات الرمضانية كما في كل عام والعديد يتصلون بنا يوميا للحجز والاستفسار واسعار هذه السهرات لم تتغير". ويضيف "المنافسة قوية لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن الذين يبحثون عن التنوع فمنهم من يفضل الجلسات الطربية وتدخين الشيشة (النرجيلة) ومنهم من يفضل العروض الكوميدية او بعض الالعاب الترفيهية".
وفي الاحياء الشعبية والراقية على حد سواء، تزدحم الاماكن العامة بعد الافطار مباشرة وحتى ساعات متاخرة من الليل، برواد السمر. |
</IMG> |
مراكز ترفيه
وتتحول مقاهي عمان الكبرى خصوصا الواقعة في مناطق شميساني وصويفية وعبدون (غرب عمان) في ليالي رمضان الى مراكز ترفيه يتوجه اليها شبان وفتيات على حد سواء لتبادل الاحاديث ومتابعة مسلسلات تلفزيونية على شاشات كبيرة اعدت خصيصا لهذا الغرض وحتى ساعات طويلة.
ويقول يوسف (30 عاما)، وهو مدير مبيعات في شركة شحن محلية، لفرانس برس "احب لقاء الاصدقاء والاستمتاع بالنرجيلة وسطهم فلها نكهة خاصة في رمضان، نجتمع في احدى المقاهي التي تتزين بزينة رمضانية ونتبادل الحديث والنكات حتى ساعات متأخرة". ويضيف "لا اخشى العدوى بانفلونزا الخنازير فعدد الاصابات في الاردن لا يزال محدودا واغلبها قد شفي".
اما ليلى (26 عاما)، وهي موظفة في شركة تأمين فتقول "افضل البقاء في المنزل بعد الافطار ومتابعة المسلسلات الرمضانية، فبالنسبة لي الاستمتاع بأجواء رمضان بين افراد عائلتي أفضل من الخروج والسهر ودفع مبالغ يمكن أن أصرفها على أشياء أهم". وتنفي أن يكون الأمر يتعلق بانفلونزا الخنازير أو ارتفاع الاسعار.
أما هبة (24 عاما)، عاملة مطعم، فتقول "جميل الاستمتاع بأجواء رمضان ورؤية الفوانيس تزين المقاهي والمطاعم لكن برأيي أن هذا الشهر مخصص للصوم والعبادة وليس للاستمتاع بملاهي الحياة".
وقد قلت اعداد الخيم الرمضانية عما كانت عليه في الاعوام السابقة نتيجة التحوطات المتخذة للحد من انتشار انفلونزا الخنازير.
وكان عادل البلبيسي، مدير ادارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الاردنية اكد الاسبوع الماضي نية الوزارة وأمانة عمان الكبرى "حظر اقامة الخيم الرمضانية هذا العام للحد من انتشار الفيروس".
واعلنت وزارة الصحة الاردنية الخميس الماضي ارتفاع عدد الاصابات بهذا المرض في الاردن الى 133. |
</IMG> |
تنغيص الغلاء
لكن ما ينغص اجواء رمضان هذا العام كما في اعوام سابقة هو ارتفاع الاسعار الذي يعد من اهم التحديات التي تواجه الاردنيين في هذا الشهر، فقد ارتفعت اسعار المواد الغذائية وعلى الأخص اللحوم بشكل غير مسبوق ليصل سعر كيلوغرام اللحم البلدي الى 11 دينارا (15 دولارا).
وحال ارتفاع اسعار اللحوم دون اقامة الولائم الرمضانية بين ابناء العشيرة الواحدة التي كانت تميز عادات الناس في البادية الشمالية شمالي المملكة.
وتزامنا مع هذا الشهر الفضيل، يطلق التلفزيون الاردني الجمعة المقبل برنامجا خاصا عن الحالات الانسانية التي هي بأمس الحاجة الى المساعدة المادية.
وقالت هالة زريقات، مديرة التلفزيون الاردني، لوكالة فرانس برس ان "البرنامج يحمل اسم لا ننساكم". واوضحت ان "البرنامج الذي يطلق بالتعاون مع الجمعيات الخيرية يعرض مجموعة من الحالات الانسانية التي تحتاج الى مساعدة على مدى ساعة كل جمعة ويعرض رقم حساب بنكي للتبرع للحالات الانسانية".
واضافت انه "نوع من التكافل الاجتماعي والمساعدة والاحسان خصوصا في شهر رمضان الكريم".
ويقدر معدل دخل الفرد السنوي في الاردن الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين شخص حوالى 2700 دولار اي ما يعادل نحو 225 دولارا شهريا. |