تقيم جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تنظيمها وبنائها الداخلي على أسس الديمقراطي التي تحكم وتنظم علاقاتها الداخلية مما يتيح المجال للمبادرة والإبداع ولتعددية الآراء وحرية النقاش والتعبير عن الرأي والانتقاد في حدود الأطر التنظيمية، وذلك ضمانة لعدم إصابة التنظيم بالجمود الفكري والعقائدي والابتعاد عن نبض الشارع والناس وتفادي كافة أشكال التكلس والتسلط البيروقراطي ، كما ترى أن احتكام الأغلبية والأقلية إلى البرنامج السياسي والنظام الداخلي وقرارات المؤتمر العام والهيئات المركزية يشكل ضمان لتحقيق الحيوية التنظيمية وتفادي الخلل في علاقاتها الداخلية ومع الجماهير الذي كانت صيغة المركزية الديمقراطية تكرسه بداعي الحفاظ على وحدة التنظيم التي لا تتحقق في الواقع إلا بالاحتكام إلى المواثيق التنظيمية الأساسية استنادا إلى الاقتراع الديمقراطي الحر والسماح للأقلية بالتعبير عن رأيها وممارسة النقد والنقد الذاتي.
وفي إطار تعزيز وترسيخ ممارستها للديمقراطية الذاتية عقدت الجبهة منذ انطلاقتها تسعة مؤتمرات عامة، وفي الميدان الإعلامي أصدرت الجبهة عددا من المجلات الفكرية المركزية والفرعية منها:-
نضال الشعب" المجلة المركزية للجبهة /المناضل الثوري "باللغة العربية والألمانية" الانطلاقة بالعربية والفرنسية – القواعد الثورية- نضال الطلبة- وصوت النضال وما زالت مجلتها المركزية "نضال الشعب" تصدر حتى الآن بشكل دوري منتظم مؤقتا بشكل شهري ، كذلك صوت النضال وتنشر الجبهة الكثير من الكراسات الفكرية والسياسية إضافة إلى النشرات والبيانات والملصقات والتعاميم السياسية والفكرية في المناسبات السياسية والنضالية.
إضافة إلى إقامتها للندوات والمهرجانات والاحتفالات والمحاضرات في المناسبات الوطنية والقومية المختلفة .
وتهتم دائرة إعلامها الجماهيري بمجالات الثقافة المختلفة حيث تولي الفلكلور الشعبي اهتماما خاصا،
كما تهتم الجبهة بشكل فاعل بالنشاطات النقابية والجماهيرية وتشارك في الاتحادات الشعبية الفلسطينية من عمال وطلاب ومرأة والنقابات الأخرى وتهتم بموضوع مكافحة الأمية والنوادي الرياضية والمشاغل النسوية وفرق الكشاف والأشبال والزهرات والمستوصفات الطبية.
العملية السياسية:
لقد أحدث الإخلال في ميزان القوى على الصعيد الدولي بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، وانهيار المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي الذي كان يمثل الحليف الأكبر للحركة الوطنية الفلسطينية مستجدات سياسية جديدة على الصعيد العالمي، وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.
وأمام هذه المستجدات العاصفة فقد قامت الجبهة بإعادة قراءة الخريطة السياسية مستخلصة الدروس والعبر منها. فقد اعتبرت ان المشاركة في العملية السياسية يعتبر تثبيتا لحضور شعبنا في قلب النظام الدولي الجديد، وحتى لا يكون هذا النظام على حساب شعبنا كما حدث في اتفاقية سايكس – بيكو عند الحرب العالمية الأولى. ومؤتمر يالطا الحرب العالمية الثانية. وبالرغم من الصيغة المجحفة للمشاركة الفلسطينية في عملية السلام التي انطلقت من مدريد، فإنها أحبطت محاولات التغيب والتهميش لقضية شعبنا وأكدت على وحدة شعبنا في جميع أماكن تواجده.
لقد قيمت الجبهة العملية السياسية باعتبارها ساحة نضال سياسي تتكامل مع أشكال النضال الأخرى وصولا لتحقيق إنجاز يشكل خطوة على طريق تقرير المصير لشعبنا ويكفل حق العودة وبناء دولته المستقلة، وانطلاقا من هذه الرؤية وبناء على قرارات الكونفرنس الاستثنائي الذي انعقد في تونس بالفترة الواقعة من 15-20/5/1993 صاغت موقفها اتجاه العملية السياسية برمتها .
وبعد التوقيع على اتفاقية اوسلو ما بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل سجلت الجبهة العديد من التحفظات على الاتفاقية باعتبارها مجحفة تم فرضها علينا بفعل الاختلال في موازين القوى بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ، وهذا ما انسحب على مجمل الاتفاقيات الاخرى مع التاكيد على انه بالقدر التي
شكلت اتفاقية اوسلو اجحافا لصالح الاطراف المعادية ، فقد اعتبرت الجبهة بان الاتفاق مهد الطريق لتجسيد الكيانية الفلسطينية على الارض الفلسطينية من خلال قيام السلطة الوطنية الفلسطينية .
وانطلاقا من هذا المفهوم فقد شاركت الجبهة في كافة مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية وشاركت بفاعلية في انتخابات المجلس التشريعي كما تسلم د. سمير غوشه الأمين العام للجبهة وزارة العمل كوزير لها لغاية 1998 حيث قدم استقالته ، بسبب خلافات حادة مع السلطة الوطنية سياسية واخرى ذات علاقة بسوء الاداء وتفشي الفساد المحسوبية ، وعدم توفر مناخ من الشفافية والمحاسبة في اجهزة السلطة .
وبعد عودة قيادة الجبهة إلى أرض الوطن قامت الجبهة بمجموعة من الاجراءات التنظيمية الداخلية ادت إلى تطور الجبهة على الصعد السياسية والتنظيمية والنقابية والإعلامية. حيث اوجدت لها مراكز في كل محافظات الوطن في الضفة وغزة ، وأسست كتل نقابية للطلاب والعمال والمرأة والشبيبة والنقابات الأخرى للمساهمة في تأطير المجتمع المدني الفلسطيني للتعاطي مع المهام المستحدثة بتداخل المهام الوطنية مع المهام الاجتماعية والديمقراطية، إضافة إلى اسهاماتها السياسية والإعلامية حيث تعتبر مجلتها "نضال الشعب" إحدى الدوريات القلائل المنتظمة في داخل الوطن.
كما تلعب الجبهة دورا رياديا في توحيد الصف الوطني الفلسطيني لمواجهة التحديات القائمة والاستحقاقات المقبلة ولتعزيز وحدة ودور القوى والفصائل الفلسطينية في إطار م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وقائدة نضاله.